الجمعة، 24 يناير 2014

الفقه الإسلامي في طريق التجديد - محمد سليم العوا PDF




هذا الكتاب يحاول أن يقدم رصدا لعشرات المواضع التي جرى فيها تجديد للاجتهاد الفقهي فى السنين الخمسين الأخيرة. والتجديد الفقهي أصل أصيل فى دين الإسلام. أخرج أبو داود وغيره عن أبى هريرة أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها". وقد قام العلماء - ولا يزالون يقومون - بهذا الواجب فعلا. فلا يخلو بلد من بلاد الإسلام من أئمة هداة يستمر بهم العطاء الإسلامي متجدد فى كل زمان ومكان.
ولأن مذاهب العلماء تتنوع، واجتهاداتهم تتباين أحيانا في الأمر الواحد، فإن محاولة الرصد التي يقدمها هذا الكتاب لا تقتصر على ما يؤيده كاتبه أو يقبله من آراء العلماء وإنما تتسع لتشمل بعض ما يرى استحقاقه للتصويب أو التعليق. كما أن ما تضمنه هذا الكتاب في طبعتيه الأولى والثانية أدى إلى أني ختلف معه، أو يتفق بعض كبار علماء العصر الذين ضمت هذه الطبعة آراءهم في معظم المواضع التي أدلوا فيها برأي.
ويقدم هذا الكتاب نماذج للاجتهاد الذي يقوم به العلماء المؤهلون تفرق بينه وبين الجرأة على الدين التي يقع فيها كثير من الناس ولو كانوا من ذوي المناصب والألقاب.
والكتاب يدعو إلى الاجتهاد الواجب العلماء القادرين على ذلك. ويدعو إلى الاجتهاد الذى يسير على مناهج الاستدلال والبحث التي قبلها المسلمون على امتداد تاريخهم، ويرفض الأقوال التي يتحلل أصحابها من كل قيد اتباعا للهوى، أو طلبا لمصالح قريبة زائلة، أو استرضاء لمن يظن أن في أيديهم نفع أو ضر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق